
تتميز بلدننا العربية عن غيرها من البلدان الأخرى بعادات وتقاليد وحتى خرافات توارثتها الأجيال بقصد أو غير قصد ، الخرافات أو الأساطير الذائعة الصيت التي لم نستطع تحديد مصدرها تماماً ، ولكننا استطعنا جمع كم مقبول من المعلومات حول بداياتها ، وعن دلالاتها ورموزها التي يتبعها البعض من باب حسن الطالع أو التفاؤل أو حتى سوء الطالع (النحس) أحياناً.
من أكثر هذه الخرافات انتشاراً فيما يتعلق بكل أعضاء الجسم كاليد مثلاً.
بداية الأسطورة
من حكايات الجدات القديمة حكاية القبيلة الإغريقية التي كانت تمجّد ملكها المحبوب ، الذي ما إن أصابه مكروه حزن أفراد رعيتهِ بأجمعهم ، وذات مرة تعرّض الملك لحكة يدٍ شديدة ، فتجتمع الأطباء ليجدو تفسيراً وسباباً لها ، فلم يستطيعوا إيجاد سببٍ مقنع واعلنوا عجزهم ، وكما كل الحضارات الإغريقية كانت للفلسفة وعلم الماورائيات الكثير من الصدى ، فكل ما كان يعجز العلم عن حله تأتي الفلسفة لتفسره تفسيراً يلفه الغموض سواء أكان من الماضي أو مستمر نحو المستقبل ،فأما عن حكة يد الملك فوجدا الفلاسفة والمبصرون في بلاطه أنّها تدل وبشكل حتمي أن الملك المحبوب سيرزق رزقاً وفيراً في الأيام القادمة وأن هذه إشارة تفاؤل تبعثها الآلهة للملك وشعبه ، وماهي إلا أيام قليلة ويذهب الملك وجيش البلاد في إحدى الغزوات ليعود بعدها الملك والجيش رافعاً راية الانتصار محملين بالغنائم ومحررين جميع الأسرى .
وفي روايةٍ أخرى
أما الرواية الثانية فتعود جذورها إلى أوربا (ما قبل المسيحية ) ، حيث اعتقد الساكسونيون أن الفضة وحك الجلد بالفضة على وجه التحديد علاج لأغلب الأمراض ، ومن هنا بدأوا بحك راحة اليد بالفضة ، ثم تناقلت الأجيال هذه الخرافة لتصبح أيام الرومان بمعنى جديد مفاده أن حك راحة اليد يشير على أن الفضة في طريقها إليك .
ماذا تعني حكة اليد وفقاً للأسطورة
حك باطن اليد اليمنى فيعني أن الرزق والمال قادم إليك ، أما الحك في باطن اليد اليسرى فدليل شؤم ومعناها أن الشر قادم إليك أو أنك ستفقد نقودك .
والطريف أن لكل منطقة جغرافية تفسيرها الخاص حيث أن أهالي بلاد الشام و الأتراك يعتبرون أن حك اليد اليسرى يعني الحصول على المال والدراهم ، واليمنى أنك ستتفقد مالك ودراهمك .
وترى بعض الشعوب أن حك راحة اليد بالخشب تعني حسن الطالع.
حادثة طريفة
تقول السيدة جاكوات براتر (27 عاماً) وهي أمريكية الأصل تقطن في ولاية ميتشيغان “لقد شعرت بحكة شديدة في يدي ، مما جعلني أثابر على سحب ورق اليانصيب ، واستمريت في سحب اليانصيب لمدة شهر واحد” وفعلاً قد فازات بالجائزة الكبرى والتي وصلت إلى مليونا دولار أمريكي .
وأخيراً
تبقى حريّة التصديق ، أمراً شخصياً تختلف من فرد لأخر ومن مجتمع لأخر ، ولكن نأمل أن لا تنسى الأمراض الجلدية التي تؤدي لردود تحسسية كالأكزيما أو تلف الأعصاب ….
وفي المرة القادمة التي تخدش فيها يدك تأكد من صحتك أولاً، ثم اقلق بشأن المال .
بيلا